مهرجان فاس الدولي لمسرح الطفل،دورة المبدع محمد أديب السلاوي-طنجة الأدبية
طنجة/الأدبية، الجريدة الثقافية لكل العرب. ملف الصحافة 02/2004. الإيداع القانوني 0024/2004. الترقيم الدولي 8179-1114 

 
متابعات

مهرجان فاس الدولي لمسرح الطفل،دورة المبدع محمد أديب السلاوي

  ملصق مهرجان فاس الدولي لمسرح الطفل    

-1-
مهرجان فاس الدولي لمسرح الطفل بجهة فاس ـ بولمان الذي سيمتد من 8 إلى 12 أبريل 2014، هو بمثابة تظاهرة مسرحية خاصة بالأطفال، تؤثثها عشرون (20) فرقة مسرحية وطنية وأجنبية  تشارك ثمانية (8) منها في المسابقة الرسمية ويتبارون على الجوائز المخصصة من طرف المهرجان كما تتكفل لهم إدارة المهرجان بالإقامة والتغذية والتنقل والسياحة داخل تراب الجهة . كل هذه الفرق العشرين يشاركون في تقديم (35) عرض مسرحي مخصص للأطفال في تسعة (9) أماكن مختلفة : أربعة (4) منها داخل   مدينة فاس وخمسة (5) بباقي مدن الجهة. في حفل افتتاح المهرجان يتم تكريم اثنين من الفنانين الذين قدموا خدمات لمسرح الطفل. خلال أيام المهرجان تنظم ندوات فكرية ينشطها ألمع المفكرين في الشأن المسرحي من داخل وخارج المغرب، كما تنظم ورشات لتكوين العاملين في مجال مسرح الطفل في مختلف تقنيات المسرح ...
-2-
    يلعب مسرح الطفل أدوارا طلائعية في تقويم سلوك الفرد وتهذيب حسه الجمالي وتقويم اعوجاجه ، وتلقينه مهارات فنية وتقنية تؤهله للحياة بشكل سليم ومنسجم مع ما يتلقاه من محيطه الاجتماعي والتربوي . لذا فالمسرح يعتبر مدرسة قائمة الذات في حياة الفرد وفي تنمية مداركه وصقل مواهبه ومهاراته.
       وبما أن المسرح في وطننا العربي يعاني الكثير من الصعوبات والمشاكل ، فإن المسرح المخصص للطفل يغرق في وحل الجهل والتطاول والتسلط من طرف الكثير من المتطفلين والمسترزقين الذين حرفوا مساره التربوي والجمالي
إلى فضاء للتهريج . فأفرغوا محتواه وقزموا هامته وأنزلوا قيمته إلى الحضيض.                                                       
    من هنا كان لابد لنا من التأمل في مسار هذا النوع من المسرح والاحتكاك مع فرق مسرحية محترفة وجلب تجارب رائدة تغدي تجربتنا وتحاكيها وتتفاعل معها .                         
  حتى يكون لمهرجاننا القوة الفاعلة، ارتأينا أن نزاوج بين الترفيه والتثقيف، بين المتعة والمهارة. لذلك كان لزاما علينا أن نبرمج ورشات تقنية في تكوين وإعداد الممثل وجلسات علمية لمناقشة قضايا مسرح الطفل، وتقديم عروض مسرحية عربية ودولية للاكتشاف والمشاهدة .
-3-
اهتمت دول العالم قاطبة بالطفل، واعتبرته نواة المجتمع، وصيرورة المستقبل، وركيزة الوجود، لذلك أولته عناية كبيرة، وأهمية قصوى، واعتبرته مصدرا للتنمية والتطور والرقي، إذا ما توفرت له الشروط الأساسية للوجود والحياة، فنظمت له الإطار الاجتماعي والنفسي والتربوي والقانوني، ليحيا حياة سليمة، ويتغذى من جو نقي، بعيد عن كل التشنجات والصراعات التي قد تعصف بحياته ، وتؤثر بشكل سلبي في مسار مراحل نموه الطبيعي، من هنا كان ولا بد من تدخل المنتظم الدولي لسن مجموعة من المواثيق والاتفاقيات والمعاهدات الخاصة بحقوق الطفل في شكل قوانين محددة  وصارمة، لتكون وعاء لسلامته ، حافظة لحقوقه، ضامنة لواجباته، مراعية لميولاته، مشبعة لرغباته الحسية ، حامية لخصوصياته النفسية .
وبما أن الطفل من طبعه ميال إلى الحركة والمرح، وثاق إلى المشاركة والمتعة، فانه يجد في المسرح ما يشبع كل رغباته، ويحفزها على المشاركة، ويفجر فيها طاقاته الإبداعية، ويغذي حاجياته الترفيهية، وينمي ميولاته النفسية والحسية، كل هذا لن يتأتى إلا من خلال محيطه العام وبين زملائه وأصدقائه، وتلعب المدرسة والجمعية ـ أكثر من غيرهما ـ هذا الدور، لأنهما توفران  له كل فرص التعبير عن الذات، وتشجعانه على إبداء الرأي، وتدمجانه في الحياة عن طريق المشاركة والعمل ضمن فريق أو مجموعة ليكون فاعلا ومتفاعلا في محيطه، متأثرا بأصدقائه ومِؤثرا فيهم، معبرا بكل حرية عن أرائه، مدافعا عن أفكاره، ينزع إلى الجرأة، يحب المشاركة ، ويثوق إلى العمل الجماعي .

 إن هذا المسرح بكل هذه المواصفات يحمل على عاتقه مشروع التنمية والتأهيل، لأنه يعمل على  إدماج هذا الطفل  في المجتمع بشكل سليم، وينمي فيه قدرات حسية وجمالية تؤهله إلى الحياة وتجعله قادرا على تحمل المسؤولية، هذا بالإضافة إلى أنه تربي فيه الحس الجمالي وتهذبه لينهج سلوكا حضاريا يؤمن بالحوار وينبذ العنف، ويرى في الحياة المشاركة والعطاء كل هذا ينسجم وما ورد من بنود ضمن اتفاقيات حقوق الطفل .
وحسب ما ورد في المواثيق الدولية للإعلان العالمي لحقوق الإنسان الصادرة سنة 1948 خصوصا في موادها وبنودها المرتبطة بالطفل، المادة  12 و15 و16 و31، فان المشرع يضمن له حرية التعبير والفكر والوجدان والدين ،كما يضمن له إمكانية تكوين جمعيات والاجتماع السلمي،والحق في الخصوصية والحصول على المعلومات، والمشاركة بحرية في الحياة الثقافية والفنون. وبالنظر إلى هذه المواد، نرى في المسرح ما يلبي للطفل هذه الحاجيات، لأنه هو الأقرب لجعله ينخرط في المجتمع، ويشارك بكل تلقائية، وأن يلعب أدواره كاملة حسب كل محطة من محطات نموه في مرحلة الطفولة.

ـ أهداف المهرجان
يهدف هذا المهرجان إلى :
ـ تربية الحس الجماعي للناشئة
ـ نشر ثقافة مسرحية سليمة
ـ تداول قضايا مسرح الطفل
ـ تنسيق الجهود بين المسرحيين العرب
ـ ربط جسور التواصل بين التربية وفنون المسرح
ـ تأهيل العاملين في ميدان مسر ح الطفل
ـ توثيق تجربتنا المسرحية المخصصة للطفل
ـ تكريم الفاعلين في مسرح الطفل



 
  طنجة الأدبية (2013-12-23)
Partager

تعليقات:
أضف تعليقك :
*الإسم :
*البلد :
البريد الإلكتروني :
*تعليق
:
 
 
الخانات * إجبارية
 
   
   
مواضيع ذات صلة

مهرجان فاس الدولي لمسرح الطفل،دورة المبدع محمد أديب السلاوي-طنجة الأدبية

متابعات  |   ناصية القول  |   مقالات  |   سينما  |   تشكيل  |   مسرح  |   موسيقى  |   كاريكاتير  |   قصة/نصوص  |   شعر 
  زجل  |   إصدارات  |   إتصل بنا   |   PDF   |   الفهرس

2009 © جميع الحقوق محفوظة - طنجة الأدبية
Conception : Linam Solution Partenaire : chafona, sahafat-alyawm, cinephilia